amina المدير العام
المساهمات : 323 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 العمر : 48 الموقع : eslameiat.ahlamontada.net
| موضوع: طريقة ابداعية لحفظ القران 13 الأربعاء يونيو 17, 2009 2:08 pm | |
| ويتحقق الحُلُم وبعد أن فرح يعقوب بأن ولده يوسف لا زال حياً وأنه أصبح ملكاً لمصر، وبعد أن عاد إليه بصره، حمد الله كثيراً. ثم أخذ أبناءه وذهبوا إلى مصر ودخلوا إلى قصر الملك يوسف. وقد كانت العادة وقتها أن كل من يدخل على الملك يجب أن يسجد له وينحني أمامه، ولذلك دخل أبو يوسف وأمّه إلى القصر، ورفعهم يوسف فوق العرش احتراماً وإجلالاً لهم. ثم دخل إخوته وعدد هؤلاء الإخوة أحد عشر، وسجدوا له، وبذلك تحقق حلم سيدنا يوسف عندما قال: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4]. فالمقصود بأحد عشر كوكباً، أي إخوته وعددهم 11، والمقصود بالشمس والقمر هو أمه وأبوه. وهكذا يتحقق الحلم الذي رآه عندما كان صغيراً. وفي هذا المشهد يبقى سيدنا يوسف على تواضعه أمام أبويه وتواضعه لله تعالى، ويتذكر نعمة الله عليه ولا ينساها أبدأً ويخاطب أباه فيقول له: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) [يوسف: 100].
دعاء سيدنا يوسف عليه السلام : - لقد دعا سيدنا يوسف وهو في هذه الحالة دعاءً عظيماً، يعبّر فيه عن شكره لله تعالى، ويتذكر عَظَمَة الخالق تبارك وتعالى، ويعترف بأنه عبدٌ لله مهما نال من الملك. ويطلب من الله تعالى أن يتوفَّاه على الإيمان والإسلام، وأن يجعله من الصالحين ويلحقه بهم يوم القيامة. لنقرأ أسلوب القرآن الرائع في التعبير عن دعاء سيدنا يوسف عليه السلام: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101]. وأخيراً يختتم الله تبارك وتعالى هذه القصة الجميلة مخاطباً حبيبنا وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلّم، فيقول له: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) [يوسف: 102]. أي أن هذه القصة هي من أخبار الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وأنك يا رسول الله لم يكن لديك علم بهذه القصة وبالمكر الذي صنعه إخوة يوسف، لولا أن الله هو الذي أخبرك بها مواعظ وعبر من قصة يوسف- إن الله تعالى قد أنجى يوسف عندما كان في الجب، وذلك لأنه كان إنساناً مؤمناً بالله وواثقاً برحمة الله تعالى، وكان مطيعاً لأبويه. وهنا نتعلّم أن كل من يطيع الله ويطيع الرسول ويطيع والديه سوف يرحمه الله وينجّيه من المهالك، وإذا أردت أن يكون الله معك في الأوقات الصعبة، فكن أنتَ مع الله في أوقاتك العادية. وعندما تعرّض سيدنا يوسف عليه السلام إلى محاولة اعتداء من زوجة العزيز، رفض أن يعصي الله لأنه كان يخاف من الله، ولذلك فقد نجَّاه الله منها. - حتى في أصعب الأوقات عندما دخل سيدنا يوسف السجن، نجده قد صبر وفضَّل السجن على المعصية، وقال وهو في السجن: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [يوسف: 37-38].- إن هذه القصَّة تعلِّمنا الصبر بجميع أنواعه. صبر الأب على أبنائه، وصبر الأخ على إخوته. وصبر المؤمن عندما يتعرّض للمواقف الصعبة، والتي يلجأ فيها إلى الله تبارك وتعالى. تعلّمنا أن الكذب لن يدوم طويلاً. فإخوة يوسف كذبوا على أبيهم، وقالوا بأن الذئب قد أكل يوسفَ. ولكن هذه الكذبة لم تستمر، فقد انكشفت حقيقتهم وعندها أحسّوا بالخطأ والندم والحسرة. نتعلّم أيضاً أن الله تبارك وتعالى لا يتخلّى عن عباده المؤمنين الصابرين. فبالرغم من كل المواقف التي تعرّض لها يوسف في حياته، كان دائماً يجد الله إلى جانبه، وهذا هو المؤمن الحقيقي.- المؤمن يجب ألا يتكبر وألا يصيبه الغرور عندما يكرمه الله بنعمة أو منصب أو مال. بل المؤمن الذي يحبه الله هو من يزداد تواضعاً كلما زاد ماله وعلمه ومركزه. لذلك فقد قال يوسف قولاً عظيماً يعكس لنا قوة إيمانه بالله: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 90]. إذن التقوى والصبر هما الطريق الوحيد للإحسان الذي نهايته إلى الجنة، والصبر هنا يجب أن يكون من أجل الله تعالى.- لسيدنا يعقوب عليه السلام موقف عظيم يتمثل في ثقته المطلقة برحمة الله تعالى وهو في أشد حالات الحزن! بل ويأمر أبناءه ألا يفقدوا الأمل من رحمة الله وكرمه سبحانه. ولذلك فقد قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 86-87]. فالكافر هو من يفقد الأمل من رحمة الله وعطائه وكرمه، أما المؤمن كلّما أصابته مصيبة التجأ إلى الله ليجد الله قريباً مجيباً.- إن سيدنا يوسف وهو في قمّة الملك وعلى أعظم دولة في ذلك الزمن، لم ينسَ أبداً أنه سيموت ويعود إلى الله وأن الله تعالى سيجزيه بأعماله، ولذلك فقد قال: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101]. والآن أخي الحبيب يمكنك بعد أن فهمت هذه القصة أن تحفظها في صدرك، وذلك بأن تقوم باختيار كل عدد من الآيات والتي تشكل مقطعاً مستقلاً، وقد يبلغ عدد مقاطع السورة عشرين مقطعاً مثلاً. وتقوم بحفظ المقطع الأول ثم تحفظ المقطع الثاني، ثم تربط المقطعين وتحفظهما معاً. بعد ذلك تبدأ بالمقطع الثالث ثم الرابع ثم تربطهما معاً وتحفظهما باستمرار، ثم تحفظ المقاطع الأربعة، بعد ذلك تأخذ فترة استراحة، وتبدأ تكرر هذه المقاطع الأربعة على اعتبارها مقطعاً واحداً حتى تحفظها جميعا. ثم تنتقل للمقطع الخامس وبعده السادس ثم تربط بينهما.... وهكذا وفق سلسلة من المقاطع وذلك حتى تنتهي من السورة بنجاح إن شاء الله تعالى. ـــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل
| |
|