amina المدير العام
المساهمات : 323 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 العمر : 48 الموقع : eslameiat.ahlamontada.net
| موضوع: معجزات الانبياء قبل القران 1 الأربعاء يونيو 17, 2009 4:15 pm | |
|
| معجزات الأنبياء قبل القرآن
سوف نعيش مع سلسلة من المعجزات الإلهية منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام وحتى زمن خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وكيف أن المعجزة تأتي في التوقيت المناسب. فالمؤمن يزداد إيماناً, والكافر عسى أن يرى من خلالها نور الحق والإيمان. | ما هي المعجزة؟المعجزة هي أرقى وأقوى وسيلة لإقناع الملحد بصدق الرسالة الإلهية. وهذه هي الطريقة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لأنبيائه عليهم السلام. فأيد كل رسول بمعجزة ليقيم الحجة على قومه ولتكون سنداً له وتثبيتاً في رحلة دعوته إلى الله تعالى. لذلك فانك تجد في كل عصر من العصور معجزة تناسب علوم ذلك العصر, أما معجزة القرآن فكانت هي المعجزة المناسبة لجميع العصور ولجميع الناس على اختلاف عقائدهم ولغاتهم.المعجزة سلاح الأنبياءمنذ زمن سيدنا نوح عليه السلام وحتى يومنا هذا لغة الإلحاد واحدة, فالملحد يطلب باستمرار الدليل المادي والمباشر على وجود الله جل جلاله ويطلب البرهان الملموس على صدق الرسالة الإلهية.لقد آتى الله عز وجل سيدنا نوحاً حجة وبلاغة في النقاش فكان يستخدم مخلوقات الله تعالى للدلالة على وجود الله, وقد استخدم الرقم سبعة كدليل على قدرة الله في خلق السماوات السبع, بأن ينظروا ويتفكروا في خلق هذه السماوات فقال لهم: (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً) [نوح: 15-16].هذا النص الكريم مليء بالحقائق العلمية, فالقمر هو جسم بارد يعكس نور الشمس لذلك سماه الله تعالى (نوراً), فأما الشمس فهي جسم ملتهب ينتج الضوء والحرارة تماماً مثل السراج فسماها الله تعالى (سراجاً), ومع أن هذه الحقائق العلمية لم تكتشف إلا في عصرنا الحديث فإنها موجودة منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام.إذن استخدم سيدنا نوح عليه السلام معجزات كونية لإثبات صدق رسالته إلى قومه ولكن ماذا كان ردهم؟ بعد مناقشات طويلة قالوا له: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) [هود: 32]. لذلك فقد أغرقهم الله وأنجى نوحاً والذين آمنوا معه وهذه سنة الله في خلقه.وتمر السنوات ويكثر الكفر والإلحاد ويأتي زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث انتشرت عبادة الكواكب والأصنام. ويبدأ خليل الرحمن بالتفكر في هذا الكون وما فيه من كواكب, ليزداد يقيناً بالله تعالى. ويأتي البيان الإلهي متحدثاً عن هذا الرسول الكريم: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) [الأنعام: 75].وتأمل معي قوله تعالى: (وليكون من الموقنين) والذي نرى فيه الدليل على أن رؤية ملكوت الله تزيد المؤمن يقيناً بالله عز وجل. لأننا لا نستطيع رؤية الخالق سبحانه ولكن هنالك ما يدل على وجوده وعظمته, فعظمة الخلق تدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى.لقد بين إبراهيم عليه السلام لقومه بأن هذه الكواكب التي يعبدونها ويسجدون لها من دون الله ليست آلهة لأنها تغيب, ولكن الله سبحانه وتعالى لا يغيب أبداً. وهذه الحجة آتاها الله لسيدنا إبراهيم ليقنع بها قومه: (وتلك حجتنا آتيناها لإبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء) [الأنعام: 83].أما سيدنا صالح عليه السلام فقد آتاه الله معجزة الناقة لتكون شاهداً على صدق رسالته من الله تعالى. وقد سخر الله لسيدنا سليمان الجبال والرياح والشياطين وعلمه لغة الطير والنمل ومعجزات أخرى. ويأتي سيدنا المسيح عليه السلام ليؤيده الله بروح القدس ويؤتيه من المعجزات ما يحيي بها الموتى ويخلق من الطين كهيئة الطير فتكون طيراً بإذن الله ويشف الأكمة والأبرص ومعجزات أخرى كلها لتجعل الناس مؤمنين بصدق هذا الرسول الكريم, حتى طريقة خلق هذا النبي من غير أب فيها معجزة وكلامه في المهد فيه معجزة أيضاً. وهكذا لكل نبي معجزة أو عدد من المعجزات, فكانت هذه المعجزات سلاحاً فعالاً في مواجهة الإلحاد والكفر, ولتثبيت الإيمان والاستمرار على الحق. ولكن كان على الدوام فريقان: فريق يؤمن بهذه المعجزة ويصدقها, وفريق يجحد بهذه المعجزة ويكذبها. إذن المعجزة هي وسيلة فعالة جداً ذات أهداف متعددة:1- لزيادة إيمان المؤمن ويقينه بالله عز وجل.2- تثبيت المؤمن على الحق في مواجهة الإلحاد.3- إقامة الحجة على كل من لا يؤمن بالله تعالى.4- المعجزة هي أرقى وسيلة لإقناع الكافر بصدق رسالة الله تعالى. إذن المعجزة وسيلة وليست هي الهدف, وسيلة للوصول إلى مرضاة الله تعالى.هذه الأهداف الأربعة سوف تتجلى في معجزة سيدنا موسى عليه السلام عندما أرسله الله تعالى إلى فرعون وملئه, ولكن ما هو العصر الذي بعث فيه سيدنا موسى وهل جاءت المعجزة مناسبة لذلك العصر؟ | |
|